أخي..
يهون العمر كله إلا هذه الليلة
الليلة التي نزل فيها القرآن جملة إلى السماء الدنيا..
الليلة التي تقدر فيها أحكام تلك السنة، وتكتب فيها الملائكة الأقدار..
الليلة التي تتنزل فيها الملائكة..
لقد كان رسولكم صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيرها, ويعتكف التماسا لتلك الليلة , وكان يواصل ابتغاءً لتلك الليلة..
فيا من ضاع عمره في لا شيء, استدرك ما فاتك في ليلة القدر, فإنها تحسب بالعمر.
ليلة القدر.. يقبل الله فيها التوبة من كل تائب
ليلة القدر.. يكتب فيها من أم الكتاب ما يكون في سنتها من موت وحياة ورزق ومطر.
وعن مجاهد: صيامها وقيامها أفضل من: صيام ألف شهر وقيامه -ليس فيها ليلة القدر- .
وعن كعب الأحبار: نجد هذه الليلة في الكتب حطوطاً تحط الذنوب.
وهي ليلة مباركة تشرف فيها الأرض بالملائكة
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليلة القدر ليلة السابعة, أو التاسعة والعشرين, وإن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى". [أحمد وحسنه الألباني]
ومن علامات ليلة القدر أنها تكون ليلة لا باردة ولا حارة, وتشرق الشمس يومها بلا شعاع؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليلة القدر ليلة سمحة , طلقة , لا حارة ولا باردة , تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء" [الطبراني وحسنه الألباني] , وقال صلى الله عليه وسلم: "تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع , مثل الطست حتى ترتفع" [أبوداود وصححه الألباني]
ولها علامات أخرى تظهر أكثرها بعد انقضاء الليلة.
ومن حديث عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "في ليلة القدر لا يحل لكوكب أن يرمى به حتى يصبح , وأن أمارتها أن الشمس تخرج صبيحتها مستوية ليس لها شعاع مثل القمر ليلة البدر , لا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ" [أحمد وحسنه شعيب الأرناؤوط]
وروي عن ابن عباس أن الشيطان يطلع مع الشمس كل يوم إلا ليلة القدر؛ وذلك أنها تطلع لا شعاع لها .
وقال مجاهد في قوله تعالى : {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} : "سلام أن يحدث فيها داء أو يستطيع شيطان أن يعمل فيها شيئا"، وعن الضحاك عن ابن عباس قال: "في تلك الليلة تصفد مردة الجن، وتغل عفاريت الجن، وتفتح فيها أبواب السماء كلها، ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب".
ابن آدم !
لو عرفت قدر نفسك ما أهنتها بالمعاصي، أنت المختار من المخلوقات، ولك أعدت الجنة إن اتقيت؛ فهي أقطاع المتقين والدنيا أقطاع إبليس، فهو فيها من المنظرين، فكيف رضيت لنفسك بالإعراض عن أقطاعك ومزاحمة إبليس على أقطاعه، وأن تكون غداً معه في النار من جملة أتباعه، إنما طردناه عن السماء لأجلك حيث تكبر عن السجود لأبيك، وطلبنا قربك لتكون من خاصتنا وحزبنا، فعاديتنا وواليت عدونا..
وتحزن النساء لفوات قيام ليلة القدر بسبب حيض أو نفاس، ولكن عليهن بإحسان العمل طوال الشهر لكي يتقبله الله منهن، قال جويبر: قلت للضحاك: "أرأيت النفساء والحائض والمسافر والنائم لهم في ليلة القدر نصيب؟"، قال: "نعم، كل من تقبل الله عمله سيعطيه نصيبه من ليلة القدر"، ومعنى هذا أن الذي أحسن العمل في شهر رمضان يتقبل الله منه، والذي يتقبل الله منه لم يحرمه نصيبه من ليلة القدر.
إخوتاه..
ليلة القدر.. ليلة يفتح فيها الباب،ويقرب فيها الأحباب، ويسمع الخطاب، ويرد الجواب، ويعطى للعاملين عظيم الثواب.
ليلة.. ذاهبة عنكم بأفعالكم، وقادمة عليكم غداً بأعمالكم، فيا ليت شعري ماذا أودعوتموها؟ وبأي الأعمال ودعتموها؟ أتراها ترحل حامدة لصنيعكم.. أو ذامة تضييعكم؟
ليلة القدر.. عند المحبين ليلة الحظوة بأنس مولاهم وقربه، وإنما يفرون من ليالي البعد، ففيها تنزل الأملاك بالأنوار والبر.
إخوتاه..
استعدوا للعشر الأواخر بالاحتراس من الغفلات القواتل، وتيقظوا فيها قبل لحاق الأواخر بالأوائل، واعتذروا فيها فإنها قلائل، قبل أن يرد اعتذار العاصي بتكذيبه، عظموها فإنها عظيمة الأمر، وانتظروا وارتقبوا فيها بحسن اليقظة ليلة القدر؛ فإنها غريبة غريبة، وعجيبة عجيبة.
إخوتاه..
إنها فرصتكم الأخيرة للنجاة ..
فتأهبوا للعشر بالعزم الصادق على الخير، واجعلوا هممكم مصروفة إلى حراستها لا غير؛ فإنها عشر بالبركات الوافرة قد حُفت، وبالكرامة الظاهرة قد زُفت، فأعدوا لقدومها عُدة، واسألوا الله فيها التوفيق إلى أن تكملوا العدة، والحذر الحذر من التفريط والإهمال، والتكاسل فيها عن صالح الأعمال.
قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا} [الإسراء: 19]
اللهم اجعلنا ممن قامها إيمانا واحتسابا
واجعلنا من عتقائها
اخواتى اوصيكم و نفسى بالاكثار من الاعمال الصالحة فى العشر الاواخرو استحضار النية و الاخلاص لله وحده لا شريك له عسى ان يمن الله علينا و يبلغنا ليلة القدر و يرزقنا ثوابها العظيم و يعتقنا من النار
و اذكركم و نفسى بالصدقة فى ليلة القدر فليلة القدر خير من الف شهر اى ان العمل الصالح و العبادة فيها خير من عبادة الف شهر و الصدقة الواحدة فى ليلة القدر تعادل صدقة يوميا لمدة الف شهر و الله يضاعف لمن يشاء
فهيا نخصص مبلغ للعشر الاواخر من رمضان نتصدق به كل يوم حتى نصيب ليلة القدر ان شاء الله و ننال هذا الاجر العظيم و الحمد لله اجتمعت الامه هذا العام على هلال واحد فلنركز جهودنا على الليالى الوترو ان شاء الله يبلغنا الله ليلة القدر بمنه و كرمه و فضله
اللهم اجمعنا فى الدنيا على طاعتك و فى الاخرة فى جنتك مع حبيبك و حبيبنا سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم
اللهم تقبل منا رمضان تقبل صيامنا و قيامنا و اعفوا عنا و ارحمنا و بلغنا ليلة القدر و اجعلنا من عتقائها و عتقاء شهر رمضان برحمتك يا ارحم الراحمين
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين
والحمد لله رب العالمين