منتديات شباب العريش
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات شباب العريش

منتديات شباب العريش شباب العريش منتدى العريش منتديات الشباب منتدى شباب العريش منتديات شباب العريش منتدى العريش منتديات العريش منتديات العريش للشباب منتدى شباب العريش للشباب
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أمكنة الثقافة تشبه المثقفين!.. هل يموت المكان أسوةً بالأصدقاء؟javascript:emoticonp(':rendeer:')

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ELMAGiCk
مشرف قسم التطوير والتكنولوجيا
مشرف قسم التطوير والتكنولوجيا
ELMAGiCk


الجنس : ذكر

عدد المساهمات : 524
تاريخ التسجيل : 29/08/2009
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : رئيس عصابة
الموقع : العريش

أمكنة الثقافة تشبه المثقفين!.. هل يموت المكان أسوةً بالأصدقاء؟javascript:emoticonp(':rendeer:') Empty
مُساهمةموضوع: أمكنة الثقافة تشبه المثقفين!.. هل يموت المكان أسوةً بالأصدقاء؟javascript:emoticonp(':rendeer:')   أمكنة الثقافة تشبه المثقفين!.. هل يموت المكان أسوةً بالأصدقاء؟javascript:emoticonp(':rendeer:') Icon_minitimeالسبت سبتمبر 12, 2009 9:14 am

جملة واحدة قد تختصر الكثير في هذا الموضوع، وهي أن أمكنة الثقافة على اختلافها وتنوعها وما آلت إليه من انقلابات هائلة، ليست إلا كالمثقفين أنفسهم!..
فالتشابه بين الطرفين يبدو غريباً، خصوصاً من جهة الاستلاب التي يشعرون بها، إلى الانقلابات الكثيرة التي ألمت بهذه الفئة من الناس سواء كان ذلك على صعيد المفاهيم والأفكار أم باتجاه العلاقات الاجتماعية أيضاً.. حتى الأرصفة التي اشتهروا بعادة الولع بها على مر التاريخ، وكذلك البارات والمقاهي من الدرجات المتفاوتة، من دمشق القديمة إلى منتصف البلد.. كل ذلك شهد عملية تغيير طالت كل شيء فيه..
تستطيع أن تشاهد الحسرة في عيون الكثيرين وهم يحدثونك عن جنة الماضي وحميمية الأمكنة ودفئها إذا صح التعبير، حيث لكل شيء فيها قصة، حتى الطاولات والكراسي والزوايا النائية الضيقة التي كانت تشهد أسخن الحوارات وكل أشكال البوح وربما الكثير من النميمة والاغتياب!.. ‏
أمكنة الثقافة الآن لم تعد كما هي، هكذا يؤكد روادها الأوائل، لكنهم يردفون بأنه من الممكن أننا نحن لم نعد كما نحن!.. فإذا استطاع المكان أن يختزن من تلك الليالي الشيء الكثير، ماذا عساه يقول الآن وقد مات نصف الرواد والندماء والمحبين؟ حتى الطاولات والكراسي التي هرمت هي الأخرى، كيف سيكون شعورها وهي مرمية كالحثالة في المستودعات..؟ ‏
أسئلة المكان في هذا الإطار أكثر من أن تحصى، وأيضاً اعترافات الوجوه التي حدقت ببعضها طيلة عشرات السنين، حتى أصابع المحبين وأقلام الحبر، والأوراق المطوية بعناية فائقة النظير.. لكل طرف من أولئك قصة وذكرى، وربما الكثير من الحسرات!.. ‏
يسترجع عادل أبو شنب تفاصيل حقبة كاملة من الأماكن تلك ابتداء من المكتبة الظاهرية الى المراكز الثقافية الأجنبية مروراً بجميع الصالات البصرية كصالة الفن العالمي الحديث وفي المقهيين المتواجهين والمختلفين «الهافانا والبرازيل» حيث كان يلتقي السياسيون والكتاب وحتى الرواد العابرون.. في الهافانا كان يجلس زكي الأرسوزي وفي قسمه الأوسط يلتقي الكتاب والمثقفون أمثال ياسين رفاعية وشوقي بغدادي وصميم الشريف وفي البرازيل الذي لم يكن سوى القهوة كان يجلس أيضاً نخبة من السياسيين والكتاب أمثال أكرم الحوراني وبدوي الجبل وبعض الوزراء.. يذكر أبو شنب أنه خلال الوحدة مر جمال عبد الناصر يركب سيارة مكشوفة وقربه عبد الحميد السراج الذي كان يشير بيده الى ا لمقهى وهو يتحدث مع عبد الناصر.. الآن يبدو أن الأمر اختلف كثيراً حتى على صعيد الأخلاق والأدب والسياسة، فقد حدث نوع من التغريب في العادات والفكر واللغة، وبالتالي اختلف دور المكان كثيراً عن السابق.
لقد أصبح يمارس دوراً مختلفاً تماماً عما مضى، فمشاريع النهضة حينها كانت تشغل بال الجميع أما الآن فيبدو أن الأمكنة قد تحولت الى مجرد مأكل ومشرب ومكان للمواعيد.. ‏
يذكر أبو شنب صحيفة النقاد الأسبوعية حيث كان يرسل قصصه بالبريد الى أن جاءه عبد الهادي البكار وأخذه الى بنائها الكائن مقابل الهافانا حيث تعرف الى سكرتير تحريرها سعيد الجزائري فتوطدت الصداقة بينهما وأصبح ينشر تحت عنوان «عند جهينة الخبر اليقين» مقالات نقدية جمعها لاحقاً في كتاب «ملامح النقد الأدبي في سورية». ‏
اندثار الأمكنة وتحولها الى مجرد أطلال أو ارتداؤها لباساً مختلفاً كثيراً عما اشتهرت به خلال تاريخها الطويل كل ذلك ترك عند الأجيال المتفاوتة الكثير من الخيبات والأسى وكأن احساس الفقد ذاك ليس إلا انعكاساً لمراحل طويلة من الأفكار والمشاعر والتجارب الزاخرة بكل شيء..
يقول رفيق قوشحة: كما لو أن حصاراً يضرب حولنا ويشتد يوماً بعد يوم.. إذ نخسر كل عام مكاناً تعودنا على ارتياده لسنين طويلة. في البداية فقدنا اللاتيرنا، ثم فقدنا بار فريدي ثم النورماندي أو مطعم الريس.. إنهم يحولون أمكنتنا إلى بنوك وملاه ليلية، كما لو أن المطلوب منا أن نتوقف عن أي حوار وأن نلوذ بالصمت في حجراتنا المظلمة وسط بيوتنا الضيقة بلا شرفات ولا نوافذ.. لأن تلك الأمكنة لم تكن مجرد مطاعم أو بارات بقدر ما كانت منتديات للحوار والإبداع والثرثرة أحياناً، وأيضا تبادل السباب.. هي بكل جمالياتها وفظاظاتها، واحات رحبة لملامسة أوسع دائرة للحرية.. فعلى تلك المناضد ومع ثمالات الكؤوس، كنا نقول كل شيء، ولطالما قرأنا القصائد والقصص ولم يكن يخلو الأمر أحيانا من حياكة الدسائس وبعض المهاترات.. ‏
كأن المطلوب من المثقف في هذا الحصار أن يتحول إلى كائن وحيد منعزل وكئيب، حتى كآباتنا مدروسة ومفصلة على مقاساتنا.. يبدو أن المطلوب أن نصمت.. وقد نفعل يوماً.. ‏
كانوا هنا منذ قليل! ‏
مطعم الريس يعود تاريخه إلى بداية الخمسينيات، وكان يرتاده كبار ساسة البلد.. جمهوره راق وموقعه في منتصف المدينة.. كذلك فهو مشهور بأسعاره الرخيصة.. عبر الزمن صار رواده أصدقاء مع (الكراسين) لدرجة أن الزبون الدائم قد لا يدفع الحساب دائما لأن هناك حساباً مفتوحاً.. الطاولة تبدأ من الساعة الثامنة مساء وتستمر إلى الثانية عشرة ليلا.. إنها طاولة (مركب الأحزان) كما سموها يوماً.. الآن توزع أصحابها في جميع الاتجاهات والأماكن الأخرى مثل مطعم الندوة وعلى البارات (نادي الصحفيين، أمية، البلازا، قصر الفردوس..). ‏
على الطاولة ذاتها، والصحون الثلاثة نفسها كل يوم، هناك كانت تفرد كل أنواع المرارات، فالساعات الأربع التي تبدأ من الثامنة مساء حتى الثانية عشرة ليلاً، كانت كافية لأن تستوعب كل شيء، سواء فعلوه بشكل يشبه القداسة، أم كان يقترب كثيراً من الجنون!.. والطريف اللافت في هذا المكان أن هناك زبائن دائمين منذ ثلاثين عاماً لا يدفعون أبداً.. لأنهم أصدقاء صاحب المطعم المتوفى (أبو سمير).. ‏
اللاتيرنا (القنديل): ‏
كان داراً للثقافة والفنون وملتقى لكل الادباء والشعراء والفنانين منذ الستينيات وحتى التسعينيات حيث تحول إلى شيء آخر تماماً. ‏
دخل إليه مؤخراً أحد رواده القديمين، فبكى مع صديقه لأنهما قد تذكرا أيام زمان.. فعلى هذه الطاولات قرئت مئات القصائد لكبار شعراء سورية.. فايز خضور وعلي الجندي ونزيه أبو عفش وعادل محمود.. وتداول الأفكار كل أدباء سورية أمثال شوقي بغدادي وسعد الله ونوس وبرهان بخاري ونجاة قصاب حسن وعبد الرحمن منيف.. كذلك هي حال (الايتوال) أو (النجمة) الذي خلع ثوبه القديم منذ زمن بعيد وتغير كسواه من الأماكن الأخرى.. ‏
بار فريدي: ‏
كان يستقبل الأدباء منذ مطلع الصباح.. ويتميز بأنه يضم كل السويّات ابتداء من الحثالة إلى الوزير.. إنه بلا طاولات.. فقط بكراسٍ لأنه ضيق لا يتسع لاستقبال الكثير من الأثاث والزبائن.. ‏
صاحب المحل (أبو سليم الفرزلي) كان صانعاً في فريدي عندما كان موقعه على ضفة بردى وكان يملكه شخص يوناني رحل لاحقاً بعد أن أوصى بالبار لأبي سليم.. كان هذا الشخص اليوناني لا يستقبل في البار سوى أصدقائه.. أصدقاء فريدي كما يسميهم.. الآن أخذه أحد المطاعم وحوله إلى مستودع!.. ‏
الهافانا: ‏
أهميته تعود إلى الخمسينيات، حيث كان ملتقى للسياسيين والأحزاب.. الآن لم تعد له أهمية بالنسبة للمثقفين، فقد تحول إلى مقهى تابع لفندق الشام.. ‏
يذكر عادل حديدي أيام زمان في (النجمة)، ففي سبعينيات القرن الماضي كان المثقفون يلتقون في هذا المكان المقسم إلى حيّزات صغيرة تشبه المقصورات التي تتسع لشخصين وتمثل كل واحدة عالماً خاصاً بها.. فعلى اليمين تجد الشاعر محمد الحريري بضحكاته المجلجلة.. وعلى الطرف الآخر الشاعر علي الجندي مع بعض الأصدقاء والشعراء.. أيضاً هناك الحلاج وفايز خضور ومثقفون من كل الجنسيات العربية.. كان هذا المكان بمنزلة عنوان دائم لأي وافد إلى دمشق يبحث عن أحد أدبائها أو فنانيها.. لاحقاً تغير هذا المكان ولم يعد باستطاعة المثقفين والشعراء ارتياده كما في السابق، فانتقلوا إلى (اللاتيرنا) في أواخر السبعينيات، وهناك سادت الحالة نفسها لكن الضجيج والازدحام فرض وجود بعض الأماكن الفرعية الأخرى مثل (مطعم الجندول) و(مطعم مجدولين) الذي يبعد مئتي متر في الدخلة القريبة، أيضا هناك الريس والعجلوني والفريدي وأبو معروف في شارع العابد الذي تحول إلى صائغ لاحقاً!. ‏
باختصار شديد، يقول عادل، كانت الأماكن التي تفتح صدورها لمثقفي وكتاب دمشق وضيوفها من العرب والأجانب، كثيرة جداً، فهناك خيارات عديدة أمام الشخص، لكن كما ذكرت كانت هناك مراكز رئيسية مثل (الايتوال) و(اللاتيرنا).. ‏
بعد (اللاتيرنا) حصل التشتت وترافق ذلك بتفكك أيضاً على صعيد العلاقات الاجتماعية نتيجة الحاجة المادية وارتفاع أسعار هذه الأماكن، فالغلاء الفاحش ساهم إلى حد بعيد في عدم استمرار التواصل كما كان يحدث مسبقاً.. بكل أسف لم يبق من تلك الأماكن أي مكان دارس نبكي على أطلاله.. فعندما أمر من جانب تلك الأماكن أحس بحالة قهر.. لأنهم اغتصبوا جزءاً من ذاكرتي المغروسة في هذا الحيز الجغرافي الذي لو نطق لقال الكثير!.. ‏
تغير كل شيء! ‏
الآن يبدو المشهد مختلفاً تماماً، فدرجات النجوم الخمس أصبحت هاجساً عند جميع أصحاب المحلات.. حتى إنك تحار أين ستذهب بضيوفك من الكتاب والشعراء، هكذا يشكو المثقفون والشعراء ضيق المكان وقلة الخيارات كما في السابق.. حتى عندما تفكر أن تنفرد بنفسك قليلاً سيكون الأمر على درجة من الصعوبة تثنيك عن التوجه إلى أي مكان.. ربما لأن الأمكنة تصبح شبيهة جداً بالناس عبر تراكم الزمن، فهي أيضاً خاضعة للتغيير والانقلاب وربما العزلة والاغلاق.. حتى إنني أفكر فيما لو تحدثت تلك المناضد والكراسي فماذا كانت ستقول؟ هل سترفض ثوبها الجديد كي تحنّ إلى ندمائها القدامى..؟ أم أنها ستختار الاغتراب والتغيير؟ أم..؟ ‏ javascript:emoticonp(':?:')javascript:emoticonp(':!:')
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أمكنة الثقافة تشبه المثقفين!.. هل يموت المكان أسوةً بالأصدقاء؟javascript:emoticonp(':rendeer:')
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات شباب العريش :: الحوار الجاد :: منتدى الحوارات الجاده والساخنه-
انتقل الى: