(الجزء الاول)
ابي اين أنت
لانعلم عن وجودنا إلا بوجودنا في عالم لانعرف عنه شىء
سوى اشكال ووجوه تكون لنا غريبة في بادئ الأمر .
ثم يتحول ذلك الغريب إلى عشق لا ينتهي ...؟
ساختص من كل تلك الاشكال والوجوه وجه ابي ذلك الرجل العظيم الذي غمرني بكل الحب وسقاني من دمه واسكنني قلبه وكسر اضلعه لكي الهوا هناك . تجرع الامي
وحمل تعبي ليريحني فعل كل شىء لأجلي حتى اصبح يملك كياني كبرت على يديه. فرح عندما نطق لساني كلمة ابي
سهر لكي انام وجاع كي اشبع وبكى كي اضحك اصبح لي الحياة العالم الروح الوجود ......
^
^
^
ابي اين انت
استيقظت صباح ذلك اليوم ابحث عنك كي اقبل يديك
لكنني لم اجدك عل كرسيك ولم اشاهد فنجان قهوتك ولا تلك الجريدة التي كنت تقرائها رفعت نظري إلى رف كتبك
وجدت نظارتك هناك . صحت بأعلى صوتي ابي اين انت
لم اسمع ردك
ولكن كانت رائحتك في المكان نظرت إلى تلك الشرفة التي كنت تنظر من خلالها صباح كل يوم إلى تلك الاشجار
ولكن لا وجود لك ادهشني منظر الاشجار التي كانت تطلق صوتاً اشبه بالنحيب صرخت ثانية ابي اين أنت
لم اسمع رد صوتك الجميل وقفت في وسط الشرفة
لم ارى شئ ولكنني احسست إن العالم اليوم مختلف عن كل يوم ..احسست يداً تربت على كتفي فرحت اعتقدت انه ابي
نظرت وجدتها امي تلبس تلك النظارات السوداء وقد غطت جسدها بذلك اللون الاسود المقيت وضعت يدي على اكتافها امي اخبريني اين ابي لم تقل لي أي كلمة سوى انها احتضنتي بشدة لم اعهدها منها من قبل .وهي تبكي
حاولت تهدئتها وعاودت السؤال اين ابي ..؟
قالت لقد غاب اباك وسيطول غيابة إلى الابد ...رحل دون رجعه ...
اامات ابي وتركني اامات ابي ولن اراه مجدداً لم يبقى سوى رائحتة وكرسية وفنجان قهوتة ابي اين أنت ..ابي لاتتركني
ابي خذني معك ..ابي لااريد إن اكون غريباً هنا ..ابي عود واموت بدلاً عنك ..
ابي ابقى خالداً لنا.
امي...
ابي تركني.....
إلى اين ذهبت ياابي
امي....
كيف اقبل يدا ابي في كل صباح كيف اسمع صوته
كيف اترنم على نغمات ضحكتة .......
في هذا المكان وقف. وعلى هذا المقعد كان يجلس.
هنا احتضني عندما احضرت شهادتي .
من هذا الباب كان يدخل علينا .
هذا هو سريره .وهذه ملابسه .
وهذا هو مكتبه . هذا قلمه .
ابي اين انت
هل اصدق إن ماتبقى من ابي سوى ذكريات ..
ااقول وداعاً ياابي...او اقول اين أنت ياابي
ابـــي أيـــن إنــــت
هــل
قـــد مــــات ابـــي
ولن اراه مجدداً